السبت، 28 مارس 2020

أميرة البيادر كلمات شاعر دمشق أحمد بيطار

أميرة البيادر
على الباب سمعت النّقر فقلت حاضر
قالت افتح أبوابك انا أميرة البيادر
البس ملابس العشاق فالحب لك زائر
القلب يناديك والشوق على أعتابك طائر
وقفت أتأمّلها كما يتأمّل الليل القمر الغائر
وقفت امامها بصمت  والقلب لا زال حائر
قد هلّ الحب بمواسم العشّاق مع البشائر
أمّاالعيون تغازلها والروح لها لا تكابر
تخاف من فرط الشوق و للإشتياق خسائر
عجزت حبيبتي عن وصف المشاعر 
فأنت أميرتي ياقوتة منقطعة النظائر
وأنا العاشق الولهان وقفت أمامها حائر
أأصارحها بحبّي كما يفعل أبناء العشائر
ام أتغزّل بجمال عينيها و تلك الضّفائر
فقد سقطت امامها كل عبارات الحب و الشعائر
هي هدية السماء لقلب بحبّها هائم و  ثائر
ولكن ما راعني و أنا أتودّد لقلبها الماكر
فهي الشمس والقمر وهي نور البصائر
هي الروح ومن دونها تضيع المآثر
طلبت منها ان تكون بين اضلعي كي تتوحد المصائر
رفضت طلبي فقلت يا قلب لا تحزن لعلّ الله على اقناعها قادر

أحمد بيطار

الأربعاء، 4 مارس 2020

بقلم محمد صبحي السيد يحيى فنان تشكيلي واديب وادرس القانون والقانون الدولي قصة قصيرة بعنوان ( الحرب وقهرالرجال )


بقلم محمد صبحي السيد يحيى فنان تشكيلي واديب وادرس القانون والقانون الدولي
قصة قصيرة بعنوان ( الحرب وقهرالرجال )
توجهت في الصباح لشراء بعض الحاجيات لم اجد ما يقلني الى السوق سرت على قدماي وانا اتفكر ماحل بنا في سورية وتسارعت صور وذكريات الايام الماضية المؤلمة وتذكرت الكثير من مشاهدها وانا في خضم هذه الذكريات نظرت وإذ باعداد هائلة من الناس تقف على شكل طابور ينتظرون امر ما، وأنا في غمرة هذا المشهد المؤلم وقعت عيني في الوهلة الاولى على رجلا في الثمانين من عمره تبدو على ثيابه وحالته العامة اثر الفقر المدقع نظرت في وجهه لم اعرفه تماما انها سنوات الحرب اخذت من ذاكرتي الكثير، الرجل عرفني طأطأ راسه خجلا من وقوفه على دور توزع مساعدات انسانية لكنه فجأة توجه الي وقال لي الست الفنان التشكيلي محمد صبحي السيد يحيى قلت له بلا اتعرفني قال نعم وانكب على صدري وهو يبكي بحرقة وألم وكأنه ولد صغير وانا بدوري اخذت ابكي ايضا اخذتني العاطفة لم اعرف لماذا يبكي ولم يعرف هو لماذا ابكي انا. واخذ الجمهور من الناس يتساءلون ماهو الخطب وعيونهم تحدق الينا في شفقة واستغراب الى ان هدأ الرجل وانا اربت على كتفه واقول له تماسك ايها الشامخ انك ما شاء آلله بخير وبصحة وهذا اكبر راس مال في هذه الحياة قال اعرفتني ام لا قلت له عرفتك لكن لم اتذكر مكان تعارفنا، قال لي انا ذلك التاجر الذي رسمت له على جدار المكتب لوحات نموذجية من الحضارة الاوغاريتية كلما نظرت اليها اشعر بالفخر والعنفوان واتذكر شموخ الاجداد الى ان اتت الحرب، كنا انا واسرتي وامي وابي واخوتي وزوجاتهم واولادهم داخل المنزل وقع صاروخ على الفيلا فاصبحت اثرا بعد عين واتت على كل اموالي واهلي وكل ما املك في هذه الحياة، وانا اسكن الان في هذه المدرسة بلا اهل ولا عائلة انني انا الناجي الوحيد من هذه الكارثة.
لم يدور في خلدي انني وبعد الغني اصبح فقيرا وبعد الجاه والسلطان والاهل والعزوة اصبح وحيدا فقيرا بلا عمل وبلا كيان ياالله ما اصعب هذا الامتحان وفي خضم هذا الحوار نادى عليه الموظف المسؤول وقدم له سلة غذائية ابتسم لاجلها فودعني وقال لي ساراك في اقرب فرصة واتجه تجاه المدرسة وانا اكملت طريقي نحو مسيرة الحياة. هذه هي الحقيقة المرة حقيقة الحرب والنزوح والخراب والقتل والتشريد وهذه هي الحرب ومخرجاتها وتداعياتها على الوطن والانسان.
حقوق النشر محفوظة.

رواية شيخ الجبال أبو ملحم للكاتب والروائي السوري أحمد علي بيطار

 رواية شيخ الجبال أبو ملحم للكاتب والروائي السوري أحمد علي بيطار