ضاع مني العنوان
كل الظروف تغيرت
كل الأماكن تغيرت
كل الأوطان تغيرت
فلا البيت ظل كما هو
ولا الشارع بقي
على حاله
ولا الانسان بقي إنسان
غلبته صفات الحيوان
وأنا ضاع مني العنوان
هناك في الشارع
ناديت على صغير
يلعب الكرة
نظر إلي ولم يبالي
ناديت على صغيرة
تلعب بدميتها
امام البيت
نظرت إلي ولم تبالي
ناديت على أهل الحي
لم يجيبني احد منهم
ولم يبال أحد بندائي
أبصرت عجوز من بعيد
تصنع قهوتها تشير إلي
وتنادي ياولدي تعالى
ذهبت مسرعا
فرحا اليها
وسألتها ما بال
الصغير والصغيرة
واهل الحي لا يسمعوني
ولا أحد منهم
يجيب ندائي
قالت الام العجوز...
هل سمعت من قبل
أن الأموات يتحدثون
قلت كيف هم أموات
وهم يلعبون ويمرحون
قالت من كثرة
اللعب واللهو والعبث
ماتت الارواح
وأغلقت القلوب
فلم يعد أحد منهم
يعيش الا لنفسه
فضاع منك ومنهم
العنوان والأوطان
طأطأت رأسي وبكيت
حتى تساقطت دموعي
وبللت الارض وقلت
( ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين )
وناديت ربي نداءا خفيا
فأنا أعلم أن كل شيء
أمام قدرة ربي هين
وانصرفت لأبحث عن العنوان
بقلم هشام رضا حسان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق