الاثنين، 19 أغسطس 2019

كلام في قول نزار قباني "الم يزدك البعد حبا فأنت لم تحب حقا " نجوى الكوفي

كلام في قول نزار قباني "الم يزدك البعد حبا فأنت لم تحب حقا "
نجوى الكوفي
هل تعرف معنى الحب ؟ 
هل دق قلبك مرة بنبض سريع لحب أ ب أو أم أو أخت أصدقاء ،زوجة ...
الحب هو كلمة تحمل في طياتها الكثير ذكرها الله في كتابه بالمودة والرحمة لإزالة مفهوم الشهوة منها ، عندما يمتلئ قلبك بقلب آخر يكتفي به يرى الدنيا مقتصرة عليه .
لاترى العيوب حتى لو كانت إيجابية واحدة ،ترقص فرحا حين تسمع اسمه كأنه يعزف على وترك ، تشتهي كلامه ومجالسته كأن حروفه لازوردية ،تنحث على ذاكرتك كنقش فرعوني ، تخاف عليه من النسيم العليل ، تسعى لرسم الابتسامة على محياه ...تذوب معه وتنصهر في مزيج تلاحمت جزيئاته فصعب فصل مكوناته ولو في أفضل مختبر حداثي .
اذا أحببت حقا لن تمل من هذا الوجه ستراه ملائكيا في كل صباح أجنحته تحفك بالدفء والحنان.
سيغذو وطنك في بلاد الغربة .
بعد كل هذا الكلام الموزون على بحور الأمل لا تنسى أن الحياة كالمنحنى قد تصعد وقد تهوى قد يحصل شوائب لك لتطهرها وتمضي عاشقا لحب الخضرة والماء والوجه الحسن ، لكن إن جعلتك هاته الشوائب أعمى البصيرة مغرورا بحب التملك والسيطرة نرجسيا بامتياز دون مراعاة لانسياب مجرى ماء نهرنا الفياض فتأكد أنك كنت بحرا مالحا لا يعطي يحب الأخذ فقط رغم امتيازاته يبقى بينه وبين العذب برزخ يفصلهما لكي لا يختلطا ، إن لم يجرفك آلم البعد والفراق لتبحث عن روحك المتناثرة في مكان آخر وتحاول الوصول مهما اعتلى الشوك طريقك ، فتأكد أنه كان حبا عابرا سقط قيناعه فالحقيقي لا يفنى ولا تقبره الرياح باعصارها حتى ولو هبت بأعلى قوة .
ما ينقصنا حقا في هذا العالم هو الحب المعطاء كالمطر إن هطل جعل كل من حوله يحيا بفرح وسرور ، كالأرض إن احتوت الجذور والبدور أعطتها كل حنانها وقوتها ودفئها لتنمو وتينع ، تعطي ثمرا ليس ككل الثمار بمذاق مميز .
الانا الأعلى هو ماجعل الحروب تبدو كلعبة والدم يبدو كسائل هين ، والجرائم كأنها تصفية حسابات في متناول الشديد والضعيف ، الطفولة المحرومة كأنها تشرد وشوارع ... الكثير في جعبة حكايتي لكن حبري أبى أن يكتب لقلوب تحجرت عن المعاني السامية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رواية شيخ الجبال أبو ملحم للكاتب والروائي السوري أحمد علي بيطار

 رواية شيخ الجبال أبو ملحم للكاتب والروائي السوري أحمد علي بيطار