الأربعاء، 14 أغسطس 2019

كِتابُ الحياة شعر/ فؤاد زاديكى



كِتابُ الحياة
شعر/ فؤاد زاديكى
كلُّ إِنسانٍ كتابُ ... ضِمْنُهُ بابٌ وبابُ
بَعضُهُ فيهِ صفاءٌ ... بعضُهُ فيهِ ضَبابُ
بعضُهُ فيهِ انفتاحٌ ... بعضُهُ فيهِ اكتئابُ
بعضُهُ يَطغى هدوءٌ ... بينما البعضُ اضطرابُ
بَعضُهُ منحى اقترابٍ ... قائمٌ ليس اغترابُ
كلُّ إِنسانٍ فريدٌ ... في أمانيهِ عِذابُ
هكذا تبدو حياةٌ ... عندما يُطوى الكتابُ.

همسةٌ مِنَ القلب
بقلم/ فؤاد زاديكى
هل أقولُ لكِ إنّي ثَمِلْتُ من رحيقِ حبّك وأنا لم أرتوِ بَعْدُ؟ دَفَقْتُ شَهقةَ حُلُمي على تلالِ صدركِ الفتيِّ، فتساقطتْ كزَخّاتِ المطر مُشْبعةً بعشقِ الدفء ومترنّحةً كسنابل الرّجاء وهي تسمق نحو العالي بجبهة كلّلتها أشعةُ الشمس اللاهبة بِسُمْرَةِ حنانٍ وتلمّستْ حوافَّ رغبةٍ لا تحولُ ولا تزول، وهي تخطُّ للقدرِ معالمَ مشوارِهِ وترسمُ للأملِ أهواءَ مَعارجِه.
كلُّ اخضرارٍ في عالمي الجميل مُمتنٌّ بالشكر والعرفان لكِ ويُعْلِنُ عن إحدى معزوفاته... أيُّها الليلُ المنبعثُ من خلفِ أكوامِ المجهول لا تَبْرَحْ عالمَ إغرائنا ولا تقتلْ فينا صدى اللوعة التي أحببنا أنْ نكتوي بنارِها... أيّتُها الشمس المكفهرّةُ أريدُك لمرّة واحدة فقط ألّا تُشرقي كي لا تُبَدِّدي أطيافَ حلمنا وتُوقظي طيورَ صمتنا.
أردتُ كلّ شيء أن يتوقّفَ عن الخفقان ما عدا قلبينا الفتيّين... أردتُ لكلّ شيء الثباتَ والهدوءَ ماعدا لجسدينا المحَمَّلين بثمارِ اللذة وهما منغمسان في مُجونٍ عشقِ الزّنابق... تمنيتُ كلَّ شيء سوى أنْ نفترقَ ويعودُ الليلُ بالانزياحِ والانشطار وتطلّ الشمسُ لِتُفْصِحَ عن مكان تواجدِنا وللطّير أنْ يخرجَ مِنْ غَفوةِ صمتِه لِيُعْلِنَ للملأِ حُمْقَ عَبَثِ جريمةٍ ارتكبناها، لقد مارسنا الحبَّ، فهلْ ستغفرُ لنا هذهِ المروجُ التي لَوَّثنا طهارتَها؟ وهل ستسكتُ نسمةُ الهواءِ, التي خنقنا مساماتِ أسرارِها؟ أم هلْ سنغفرُ لِنَفْسَينا متى لم نعدْ لممارسةِ حماقةِ مثل هذا العشقِ مِنْ جديدٍ؟


لا تَقُلْ...

شعر/ فؤاد زاديكى

لا تَقُلْ يومًا أنَا لا أسْتَطيعْ

ذلكمْ مشروعُ تفكيرٍ صَريعْ

إنّهُ الوهمُ الذي فيهِ تَضيعْ.

لا تَقُلْ هذا ولا تأتي تُطيعْ

ذلك الخوفَ المُجافي كالوضيعْ

عِشْ عطاءَ الفكرِ في حُبٍّ رفيعْ

باذِلًا جَهْدًا بهذا تِسْتَطيعْ.

في صميمِ الكونِ تَنويعٌ بَديعْ

إذْ هنا يأتي شتاءٌ والصّقيعْ

والخريفُ الجَهْمُ ينحو كالرّضيعْ

بينما بالصّيفِ خيرٌ في شَفيعْ

والرّبيعُ الطّلقُ في أبهى صَنيعْ

هكذا تنحو حياةٌ يا (وديعْ)

خُذْ مِنَ الأفكارِ ما خيرُ الصّنيعْ

في مراميهِ بِلا خَوفٍ مُريعْ

ثِقْ بقَولٍ صادِقٍ كي لا تَضيعْ

مِنْ صُروفِ الدّهرِ قد عانى الجميعْ



ساهِرٌ لِوَحدي
شعر/ فؤاد زاديكى
ساهِرٌ وَحدي لِوَحدِي لَستَ تَدري حالَتِي
كلّما يَمَّمْتُ نحوَ الوصلِ زادتْ لَهفَتِي
ليسَ مِنْ حَلٍّ لِحالِ العشقِ تَغْلي ثورَتِي.
ساهِرٌ والليلُ يَمضي, ثمّ تَمضي رِحلَتِي
في فضاءِ الكونِ فِكرًا, في تَوَازِي مِحْنَتِي
أينَ مِنْ قلبٍ مُواسٍ مُؤنِسٍ في وَحدَتِي؟
يَلتَقيني عندَ هَمّي دافِعًا في هِمَّتِي
مُفْرِجًا ضِيقي وبَعضًا مِنْ دواعِي عِلّتِي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رواية شيخ الجبال أبو ملحم للكاتب والروائي السوري أحمد علي بيطار

 رواية شيخ الجبال أبو ملحم للكاتب والروائي السوري أحمد علي بيطار