ذو الوجهين أو متعدد الأوجه هو ذلك الشخص الذي تتغير مواقفه طبقا لمصلحته، فتراه يرقص على كل الحبال ويخدع الجميع ليقضي مصلحته غير آبه بالآثار النفسية السيئة التي يتركها في داخل من تعامل معهم بعد انكشاف أمره. قد يستمر في لعبته طويلا مستخدما ذكاءه وكيده وحسن ظن المحيطين به ولكن سينتهي به الحال مخنوقا بكل الحبال التي أتقن اللعب عليها..
جميعنا نملك صفة أو صفات من متعددي الأقنعة..قد يقول قائل: وما الذي جعلك متأكدا هكذا؟ فأجيب:
من اللحظة التي نفتح فيها أعيننا على هذا العالم إلى اللحظة التي سنغيب فيها عنه إلى الأبد سنجد أنفسنا مجبرين على ارتداء الأقنعة..في الموقف الذي يتطلب الحزم وقول الحق تجدنا نتراجع مظهرين ابتسامة مصطنعة خوفا من خسارة أحدهم..في اللحظة التي ينبغي أن نصرخ فيها بوجه أحدهم بقولنا: أنت مخطئ وماكان ينبغي لك التعامل معي هكذا..تجدنا ننسحب بصمت ونكتم غيضنا في قلوبنا ثم نستسلم لقهر الضمير الذي سيعاتبنا دون انقطاع..
تعلم أن تعطي كل مجلس حقه..تعلم أن ترد في الوقت المناسب..لا تفرغ غضبك في الأشياء ولا تبخل شخصا بكلمة طيبة تراه محتاجا لها..ارتدي القناع المناسب في زمنه..ما مضى لن يعود..والحسرة والندم لن ينفعاك بشيء..
جهز أقنعتك واستعملها بشكل صحيح..
هل ستكسر قلب طفل صغير بذل جهدا كي يقص عليك احدى النكت منتظرا منك أن تغرق معه في ضحك هستيري..فتعمد أنت إلى العبوس تاركا في قلبه ندبة لن تزول..أرجوك لا تفعل ذلك يا صديق..
#عبد_الوهاب_جعيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق