د. محمد الإدريسي

أَأحْكي قِصَّتي أعَلَيَّ الأمان؟
حبيبي كُنْتَ داخِلَ الوُجْدان
قَبلَ أنْ أعْرِفَ لكَ أيَّ عُنْوان
قُلْتُ أنْتَ حُلْمي في الحَقيقَة
اسْمُك وجَدْتُه على الصَّحيفَة
نَغْماً جَميلاً اِسْتباح كُلَّ مَسْمعي
أسكَنتُكَ في الجَنان بَيْن أضلُعي
حجَزْتُ لَك في قلْبي كُلَّ المَكان
لمْ يَعُدْ يَتَّسِع لأحَد مِن أهل الفان
صدِّقْني لَيْس هذا بِهَوَس الفِتْيان
أحاسيسٌ تعْصى أن يمْحيها الزّمان
سَمِعتُ أوّلَ كلامِكَ بالحِسّ الرَّقيق
قَبَّلتُ صورَتَك في مَظْهَرها الأنيق
أنْزَلتُكَ بكلِّ عواطِفي داخِلَ فُؤادي
الفُؤادَ لَيسَ سِجْناً هُو نَعيمٌ بداخِلي
لَنْ أشْتَكي مِن صَخَبِ ضَنْكِ الوُجودِ
أنْتَ أنَرْتَ دُنْيِتي على طولِ الحُدود
تَحْتَ خَيْمَةِ الغرامِ جَعَلْتُكَ أميري
نَسيمُ أنْفاسِك العَطِرةِ هَبَّتْ لِتَرْويني
أيا بَعيدٌ عنِ العَيْن الأيَّامُ لَن تُنْسيني
يَكادُ رَجْعُ الصَّقيعِ بداخِلي يَغْتالُني
مِن أجْلكَ في انْتِظار حُكْمِ الأقْدار
أخافُ مِن هواجِس البَدَنِ و الأفْكار
جَمَعْتُ كُلَّ الأوْراقِ و كَسَّرتُ القَلَم
صُنْتُ نَفْسي لكَ مع أعْذَبِ الكَلام
قَرَأتُ لَك آخِرَ قَصيدَة حُبّ كَتَبْتها
فَوَجدْتُ نَفْسي أنا بيْن عِطرِ حُروفِها
كَأنّ جُمْهورِيةَ الحُبِّ رَفَعتْ أعْلامَها
لِلرَّدّ عليكَ أسْبَحُ في عالَم المُفْردات
قَلَمي لَيس كَقَلَمك يَنْقُشُ العِبارات
حبيبي أنْتَ أجْمَلُ ما في المَوْسوعات
نَظراتُ عُيونِكَ تَحْمِلُ دِفءَ الكَلِمات
غيري يَنْظُرُ إلَيكَ بِعُيونٍ يَرسُمها قَلَم
نَظَراتي تَحْمِلُ رَحيقاً مِن مِسْك الغرام
اِعْلَمْ أنا هُنا في انْتِظاركَ على الدَّوام
أُواجِه عُنْفَ العواصِفِ و شَراسَةَ الأيّام
متى أضُمُّكَ حتى لو كانَ في المَنام
صَعْبٌ حُبّي أنتَ لا تَدْري مَن أَكون
كُلُّ يَومٍ في بُعْدكَ يَقودُني إلى الجُنون
طنجة 17/09/2019
د. محمد الإدريسي