الجمعة، 20 سبتمبر 2019

الشاعرة ليلى عريقات

حسرتي مما يُذاع
يُذاعُ وحسرتي مِما يُذاعُ
عدوٌّ قد تمادى في اعتِداءِ

وعرْبدَ مُعْلِناً تخطيطَ شرٍّ
فيا لِلّهِ مِن هذا الوباءِ

يضمّونَ المناطقَ ويلَ أهلي
فكيفَ العَوْذُ مِن هذا البلاءِ

وأهلي ليسَ بينهمُ ائتِلافٌ
قدِ انقسموا وعاثوا بالإخاء.ِ

وكم نُصِحوا فإنّ الخطبَ دامٍ
وما اهتموا لأضرارِ العِداءِ

هلُمّوا وانظروا ماذا حصدنا
هواناً من عدوٍّ بازدراءِ

قياداتٌ لنا خسروا وضلّوا
وقد خسرَ الجميعُ على السّواءِ

وإنَ عدوّنا يزدادُ بطشاً
يساندهُ ترامب بلا خفاءِ

وماذا همُّهُ والعُربُ ناموا
تعامَوْا عن مُصابي وابتلائي

وقد هانوا فبئس القومُ نذلٌ
يُقيمُ على المذلّةِ في انحِناءِ

وأموالٌ لهم نُهِبَتْ جهارا
وقسراً للأعادي في احتفاءِ

وينظُرُ أهلُنا ما مِن مُعينٍ
ولا مَن قد يردُّ على النِّداءِ

لِذا هبّوا كمثلِ ليوثِ بيدٍ
صقورٌ حلّقَتْ صوبَ االفضاءِ

يرُدّونَ الأعادي ما استطاعوا
لهم هِمَمٌ توَهّجُ في مَضاءِ

لِفَرْطِ الظّلمِ فالأطفالُ شبّوا
أذاقوا خصْمَنا موتَ الفجائي

وربّي لن نُفَرِّطَ قيدَ شبرٍ
فما أحسَنتُ صبراً في التّنائي



أضحى التّنائي
" أضحى التّنائي بديلاً مِن تدانينا"
يا وجهَ ( كُبسا)١ ألا تدري بِماضينا

كانت حياتي بِذاكَ التلِّ مُزْهِرَةً
يميسُ زهرُ الرُّبا يجلو مآقينا

والذكرياتُ إليكَ اليومَ تحملُني
ذاكَ الجمالُ زرعْناهُ بأيدينا

أشجارُ تينٍ ودرّاقٍ بمَوسِمِه
على الغصونِ ويكفي كلَّ أهلينا

وانظرْ هناكَ ..هنا الاغصانُ قد نَدِيَتْ
في كرْمِ داليةٍ خضراءَ تُغْرينا

بجانبِ السورِ لوزٌ كم أهيمُ بِهِ
تحتَ الغصونِ سجالٌ كم يُسَلّينا

لمّا كبرنا ودارُ الاهلِ تحضُنُنا
رعايةُ الاهلِ بالتّحنانِ ترْوينا

لا فقرَ لا داءَ تُضنينا مواجِعُهُ
وكانَ كلُّ رجالاتي مَيامينا

وكانت الشّمسُ إذْ تهوي أشِعَّتُها
تَشِعُّ صخرتُنا كالشّمسِ تُحْيينا

نِداءُ مسجدِنا بالقربِ نسمعُهُ
إنّ الاذانَ بهِ نسمو ويُحْيينا
* * *
دكّتْ بساطيرُ جُندٍ ارضَ شارعِنا
هم يسلبونَ الحِمى باغينَ عادينا

واحسرتاهُ سلاحٌ كانَ ما معَنا
فكيفَ نصمدُ في وجهِ الملاعينا

فالأنكليزُ تجنَّوْا بالوفاءِ لهم
يا وعدَ بلفورَ منكم آ بلاوينا

صهيونُ قد غُرِّزَت في قلبِ موطِنِنا
وغُرِّزَ الرُّمحُ في قلبي يُعَنّينا

هبَّ الشبابُ ليوثٌ ما استكان وها
أطفالُنا كبروا سنّوا السّكاكينا

يا قدسُ كم عبَرَت في القلبِ فاجعةٌ
واللهُ ناصرُنا يحمي المُصلّينا

واللهُ ينصُرُ مَن لِلّه ثورتُهُ
ادْعوا معي ويقولُ الدّهرُ :آمينا..
١- كبسا منطقة حديثة في أوّل بلدتنا ابوديس شرقيّ القدس حيث منازل أهلي.




انصرْ عبادَك

ياربِّ عفوَكَ فاض نبعُ شكاتي
ممّا جرى ولِما سألقى الآتي

دنيا غَرورٌ لا تُحقِّقُ حُلمنا
وبِها الأماني أُزلِفَت لِعُداتي

فاضَ العذابُ لِما يُلاقي أهلُنا
مِن جوْرِ جبّارٍ زنيمٍ عاتِ

قتلٌ وأسرٌ واقتحامُ مساجدٍ
والعيشُ باتَ يضجُّ بالنكباتِ

فإذا الصِّغارُ تدافعوا لقتالهم
يتسابقون إلى ذرى الجنّاتِ

ورجالُنا أُسدٌ تصَدَّوْا لِلْعِدا
ونساؤُنا رابطْنَ كالّلبُؤاتِ

ما بالُ ابناءِ العروبةِ ما لهم؟
هم لم يُراعوا البرّ في الحُرُماتِ

هم حالفوا الخصمَ الّلعين وجاهروا
بعداوةِ الإخوانِ والأخواتِ

كم ينسبونَ لنا مثالبَ لم تكن
أبناءُ شعبي منبعُ البركاتِ

من أوّلِ التاريخِ إنّ بلادَنا
أصلُ الحضارةِ مصدرُ الخيْراتِ

في مجلسِ الشّيخِ الجليلِ لقاؤنا
نرجو الهدايةَ مِن أبي الهِمّاتِ

إنّ الشهيدَ الحيَّ خطَّ لِدرْبِنا
نهجاً بهِ نرقى بكلِّ ثباتِ

لِنُحَرِّرَ الاوطانَ مِن دنَسِ العِدا
ويعودُ قُدسي واضحَ القسَماتِ

يا ربِّ إنّي أستجيرُ بفضلِكم
أدعوكَ ربّي فاستجِبْ دعَواتي

انصُرْ عبادَكَ مخلصينَ لِهَدْيِكم
لِترِفَّ فوقَ ربوعِنا راياتي






أوّاهِ يا وطني
أوّاهِ يا وطني حنيني جارفٌ
نارٌ تهبُّ وتصطلي خلجاتي

أشتاقُ وجهَ القدسِ عنّي لم يغِبْ
فأنا أراهُ إذا همتْ خطراتي

واللهُ باركَ حولَ أقصانا الثّرى
فالأرضُ قد شرُفَتْ بحبٍّ آتِ

يا قدسُ يا زهرَ المدائنِ ويْلنا
صِرْتِ السّبِيَّةَ مِن زنيمٍ عاتِ

عشنا وطابَ العيشُ فيك مدينتي
قبلَ البُغاةِ وكم بدت بسماتي

درجت خطايَ ببلدتي مزهوّةً
تلك الرّبا تزدان بالزهراتِ

وطيورُ بلدتنا تجولُ بأفقنا
وغناؤها يسمو على النغماتِ

دوريُّ كنت َ بِفجر عمري صاحبي
أنا ما سلَوْتُ مُنيتُ بالنّكَباتِ

ونداءُ حسّونِ المسا في مِسْمَعي
نغَمٌ تردّدَ في جميعِ جهاتي

يا دارَ أهلي هل ذكرْتِ بُنَيَّةً
كادتْ تُعانقُ أرفعَ ألنّجماتِ

وأريجَ دارٍ كانَ يصحبُهُ النّدى
يجري مع النسماتِ في الشُّرُفاتِ

مرّت سنينٌ ثمّ فاجأنا العِدا
مثلَ الجرادِ يعيثُ في الطّرقاتِ

هبّ الشّبابُ دماؤهم تفدي الحِمى
حتى تُرفرفَ للعلا راياتي





فَلْيَشْرُفِ المِشْوارُ
يا دارُ هبَّ بخافقي الإعصارُ
فالعيدُ راحَ وما أتى الزُّوّارُ

فالعيدُ أقسمَ لا يُهادِنُ أهْلَنا
ما دامَ في أرضٍ لَنا فُجّارُ

ماذا بِها إلّا المذلّةُ والعَنا
والقتلُ والأسرُ الذي دَوّارُ

قهرٌ وغَصْبٌ للحقوقِ ألا تَرى
أنَّ الصّهايِنَ قد كساهُم عارُ

ما قيمةُ الإنسانِ عندَ جُموعِهِم
فَهُمُ السَّراةُ وكُلُّنا أصْفارُ

والعالَمُ الغرْبيُّ شاهدَ بَطْشَهُم
وتْرامبُ مِن جَوْرِ العِدا مِكْثارُ

طاغٍ ويُعْلِنُ أنَّ قُدْسي دارُهُمْ
ويْلٌ لهُ هُوَ أرْعَنٌ مِهذارُ
* * *
لكنَّ أهلي في البلادِ تنمَّروا
لِجِهادِ أعداءٍ يكونُ الثّارُ

فالكلُّ هبَّ وذي دِماهُمْ خضَّبَتْ
ذاكَ الثَّرى فَلْيَشْرُفِ المِشْوارُ

وتنوّعَتْ سُبُلُ الكفاحِ وقارَعوا
ذاكَ الخَسيسَ بِكلِّ أرضٍ ثاروا

فَمَتى متى ربّي سَيُنْجِزُ وعدَهُ
ولَسَوْفَ يجني نَصْرَنا الأحْرارُ





أشتاق لقياك
أشتاق لقياك كم أشتاقُ يا وطني
والذكرياتُ به قد أوقدَتْ شجني

أرضٌ حباها إلهي كلَّ فاتنةٍ
من الجمالِ وكم تسمو على المدُنِ

القدسُ فيها وأقصانا وصخرتُهُ
والله باركَها نصّاً على العلَنِ

في سورةٍ رسمتْ مسرى الرسولِ لها
ويعرُجُ المصطفى منها إلى القُنَنِ

وكانَ قابَ لقوسينٍ لِسِدْرَتِها
والمنتهى شرفٌ يسمو مع الزّمنِ

* * *
يا أرضُ ما لكِ قد حلَّ البلاءُ بِنا
صهيونُ تحتلُّ أرضي سبّبَتْ مِحَني

والاهلُ كم قاوموا لكنَّ جُرحهُمُ
يدْمى..وكم صمدوا والقلبُ لم يَهُنِ

قوافلُ الشّهدا ترقى لِبارِئها
والأسر نيرٌ ثقيلٌ حزَّ في البدنِ

تلك المباني على سكانها هُدِمَتْ
تلك المدارسُ أحجارٌ وليس تَني

يُجرِّفونَ الأراضي ويلهم بطشوا
اشجارُنا خُلِّعَتْ شعبي كَمُرْتَهَنِ

* * *
هبّت مقاومَةٌ تصلي جباهَهُمُ
حجارةُ الطفل أدْمَتْ جبهةَ النّتِنِ

إن يقتلوا الطفلَ يا شاباتِ بلدتِنا
لِدْنَ التّوائمَ كي نبقى على السُّنَنِ

شعبي جبابرةٌ عزَّ الفناءُ لهُم
طفلٌ يُقارعُ جيشاً دونما وهَنِ

ظنّوا..نبيعُ ثرانا ويلَهم جهِلوا
لو قايضونا بكلِّ المالِ لم يَزِنِ

يا صفقةَ القرنِ ما مرّت فيالقُها
فالأرضُ ارضي وقد جُهِّزْتَ يا كفَني

وعدُ الإلهِ بنصرٍ في الغداةِ لَنا
إنّ العزائمَ لِلْأبطالِ لم تَلِنِ




أين الملايين؟
أين الملايينُ يا أبناء أمّتِنا
أين العروبةُ هل تدري بِمأساتي؟

يدرون بالطّبعِ لكنْ بات همُّهمُ
مرضاةَ خصمي وذا حُكمٌ لهم عاتِ

أينَ الزّمانُ وهل يأتي كمُعْتصمٍ
"لبّيْكِ" جرّ جيوشاً..إنني آتِ

ونخوةٌ في الفؤادِ الحرّ يبعثُها
حكم الإلهِ بتنزيلِ السّماواتِ

الله أكبرُ ذاكَ الفتحُ اعرفُهُ
عزّتْ بهِ أُمّتي نصرُ المروءاتِ

راح الزمانُ واهلي بعدَ غفلتهم
باعوا الأسودَ لإرضاءِ الخواجاتِ

والقدسُ عاث بها الباغي فوا لهفي
ومسجدي هالَهُ حفرُ الأساساتِ

يا ويلَ روحي فقد أُرهقتُ من وجعي
عُرْبي وقد جحدوا معنى الأُخوّاتِ

غدا سيصحون من تضليلِ سادتِهِمْ
ويُدرِكونَ مدى سوءِ الحكاياتِ

ومَن سيُسعفُهم إن راحَ إخوتُهم
فالدّورُ آتٍ على كلّ الشّقيقاتِ

واللهِ يا أهلَنا ما حكَّ جلدَكُمُ
إلّا أظافرُكم هبّا لِميقاتِ

قد زاد مكرُ أعادينا وبطشُهُمُ
ها هم أحِبَّتُنا عاشوا بِويلاتِ
قتلٌ وأسرٌ وتهديمٌ يُشَرِّدُهم
أنتم نشامى عُرفتُم بالبطولاتِ

شعبٌ جبابرة قد قال قائدُكم
لا بدّ أن تُنصَروا..تعتزُّ أوقاتي

غداً سيعلو على الاقصى لنا علمٌ
فالصبرُ يا نفسُ ما أغلى انتصاراتي




مشاركتي في سجال قوارير الشعر.طيوفُ أمسي.
طيوفُ امسي وما أمسي لنا دانِ
قد باتَ يوجعُني فِكري ووجداني

أينَ الروابي تناديني مشاهدُها
وعزَّ ذاكَ اللّقا يا ويلُ مِن ثانِ

وأينَ نُوّارُها يختالُ مِن شغَفٍ
في مشهدِ العزِّ مزْهُوّاً بأوطاني

يا ويلَ قلبي طغاةٌ هاجموا بلدي
عتَوْا وغالَوْا كأعوانٍ لشيطانِ

والأهلُ اينَ همُ قد هيضَ جُنحُهُمُ
مما يُلاقونَ مِن أنواعِ عُدْوانِ

كم مِن شهيدٍ تعالى لِلسّما بطلاً
وكم أسيرٍ يعاني بؤسَ حِرْمانِ

وهدّموا الدورَ والبطحاءُ مسكنُهم
فذاكَ خصمٌ له قلبٌ كصوّانِ

وشرّدوا الأهلَ كلٌّ راحَ في بلدٍ
جابوا المنافي وظلّوا دونَ عنوانِ

ويحلمونَ بِعَوْدٍ للديارِ فهل
عادوا إليها وهل ظِلٌّ لِسلوانِ؟

كلٌّ يغنّي لأرضٍ تُربُها عَطِرٌ
واللهُ باركَها في آيِ قرآنِ

والحبُّ وَحَّدَهُمْ حبّاً لأرضهِمُ
وحبُّها عندَ أهلينا كتيجانِ

لا بدَّ مِن أملٍ ..وعدُ الإلهِ لنا
والنصرُ يأتي لنا من عندِ رحمنِ





أتشتاقين؟
ألا يا دارُ كم مُرٌّ سُؤالي
فراقُكِ إنّهُ أصلُ اعتلالي

أتشتاقينَ في نيسان مثلي
وتورقُ والنّدى خُضرُ الدّوالي

طيورُكِ إنّها ندَهَتْ عليْنا
وأسمعُها: أيا ليلى تعالي

وعند الكينِياءِ لديّ ذكرى
وألفٌ
لا تغيبُ عن الخيالِ

أُزيحُ فروعَها لِأراكَ بدراً
يُطِلُّ عليَّ يحنو في الوِصالِ

وخلفَ الدّارِ لوزاتٌ.. شهيٌّ
مذاقُ اللوزِ عنَّ هُنا بِبالي

أُلَقِّطُ حبَّةً وأعُضُّ أُخرى
وشمسُ الغربِ تومِئُ للزّوالِ

وتلمعُ صخْرةٌ جلّتْ شُموخاً
شُعاعُ الشّمسِ عانقَ في الوِصالِ

شقائقُ كم تَميسُ بِقُربِ سورٍ
ولونٌ كالدِّما يا لَلْجمالِ!

تُذَكِّرُني بِمَنْ ضَحَّوْا وغابوا
فِدى الأوطانِ قد راحَ الغوالي

أيا إلفي عليكَ سلامُ ربّي
لقد ورّثْتَنا مجدَ المآلِ

دموعي ما حييتُ عليكَ تهمي
ويملؤني الفخارُ لدى المقالِ

كم اشتقنا! وِهادُكِ أرْضُ عزٍّ
أحنُّ لها كذاكَ إلى التّلالِ

تُناديني بُيوتُ الأهلِ: هيّا
أَيُنسى بيتُ عمّي بيتُ خالي

وهل تُنْسى الحواري والبراري
ملاعبُ طفلةٍ ملأَتْ سِلالي

لحى الرحمنُ مَن سلبوا بلادي
أذاقونا مصيباتِ الوَبالِ

فَمَن ظلّوا يُعَنّيهم عذابٌ
ومَن نزحوا كمِثْلي...ويلَ حالي

متى يا ربِّ تُظْهِرُنا عليهم
ويبسمُ فجرُنا بعدَ اللّيالي





طيوفُ أحباب
قصيدة من الشعر الارتجالي هي حصيلة مشاركتي في سجال مجموعة( جواهر الأدب) مساء الخميس.

وطُيوفِ أحبابٍ ثَوَوْا تَخِذَتْ لَها
في مُقْلتيَّ مسارِحاً ومَقيلا

أُمّي وما أشهى اخضرارَ عيونِها
كالبحرِ أرحلُ فيهما وأُطيلا

وحنانُها كم كانَ يروي خافقي
بِحنانها كانَ الوجودُ جميلا

أمّا أبي لِلّهِ درُّكَ يا أبي
أنا..أنَ.. لم أجد لك في الحياةِ مثيلا

دلَّلْتَني حتى غدَوٍْتُ أميرةً
لم تأْلُ جُهداً ما تركتَ سبيلا

ووهبْتَني إرْثاً ،لِشِعْرِكَ أنتمي
أپكيكَ صُبْحاً يا أبي وأصيلا

* * * * * *
يا طيفهُ فاضتْ إليكَ مَواجعي
لاهِ ابنَ عمّي ما أمرَّ رحيلا!!

مِن أجلِ أرضي قد هجرْتَ ديارَنا
وتركْتَني أبكي عليكَ عَويلا

ومعي صغارٌ ما تبدّى زُغْبُهم
قلبي المحبُّ غدا عليكَ عليلا

أطفاليَ الأحبابَ هيضَ جناحُكم
والصبرُ ما وفّرْتُ منه فَتيلا

* * * * *
ومضيتُ في دربي شدَدْتُ سواعدي
إنّي أُرَجّي لِلْأمانِ وُصولا

وعلى خُطاكَ رعيْتُهم أنشأْتُهم
شرَّفْتَنا في المجدِ كنتَ دليلا
* * * * *
ربّي الرّحيمُ أعانَني بينَ الورى
وجنيْتُ مِن تَعبي ندىً وهُطولا

كبروا وكم أزهو بِحسنِ خِصالِهم
والّروحُ ما عانتْ..لِذاكَ.. ذُبولا
* * * * *
ومضى الزمانُ وشابَ شَعْرُ سَوالفي
وأخذْتُ أُنْشِدُ لِلْحياةِ فُصولا

كُنّا..وكانوا..كيفَ يمضي عمرُنا!!
وغداً نصيرُ حكايةً وطُلولا

ما كانَ عندي المالُ،ما ورّثْتُهم
إلّا دَواويني عُبَرْنَ صَهيلا

يا ربِّ عفوَكَ فارْحَمَنَّ خِتامَنا
إنّي لَأرجو رجْعةً وَأُفولا




وفي نيسان
وفي نيسانَ تصحو أمنياتي
وَتُمْطِرُني بِوابِلِ ذكرياتي

وأحلمُ بالرّجوعِ لدارِ أهلي
إلى عهدِ الصِّبا، فجرِ الحياةِ

وَوَجْهُ الأمِّ كم يهمي حناناً
ونظرةُ عيْنِها أغلى الهِباتِ

أبي يا مَنْهلاً لجميلِ قولٍ
ويا سحرَ البيانِ مِن الثِّقاتِ

ورثْتُ فصاحتي والشِّعْرَ عنهُ
وجرْأتَهُ كما ليثِ الفلاةِ

تُنادي الأمُّ: يا لولو تعالي
يُعارضُها:ليالي ..الماءَ..هاتي

ويُفرِحُني التّنافُسَ حولَ ليلى
نهَلْتُ من الحنانِ نصيبَ ذاتي

وكانت دارُنا تزهو بِروضٍ
نُقابَلُ بالزهورِ الناضراتِ

وحولَ الرّوضِ زيتونٌ وتينٌ
ولوزٌ كان يشهدُ أُمسياتي

كتبتُ الشّعرَ والحسّونُ يشدو
كنارُ الدارِ يحفظُ أُغنياتي

ويسحرني مغيبُ الشّمسِ لمّا
تُعانقُ حُمرةُ الأفقِ التِفاتي

أذانُ المسجدِ الأقصى تعالى
ويدعو المؤمنينَ إلى الصّلاةِ

وظلَّ نِداؤُهُ يهمي بسَمعي
وفي قلبي سيحيا لِلمَماتِ

فيا ربّي حَنَنْتُ لِدارِ أهلي
أبوديسٍ بها عُرِفَتْ سِماتي

لِأرضِ القدسِ والبرَكاتُ تَسري
لِأهلٍ قُلِّدوا أسمى الصِّفاتِ

ظمئتُ فهل نعود إلى دياري
فيا نيسانُ ليست معجِزاتِ


















































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رواية شيخ الجبال أبو ملحم للكاتب والروائي السوري أحمد علي بيطار

 رواية شيخ الجبال أبو ملحم للكاتب والروائي السوري أحمد علي بيطار