أمام البحر
موسى الطريفي
لقاءٌ آخر على الشاطئ
و الشمسُ تعانق البحر َ
ِ بغروبٍ وردي أنيق
و القمرِ يقف حائراً هناااك
قلبي بحجم لؤلؤةٍ صغيرةٍ
يرتجف
آثار اقدامنا منقوشهً على
الرمل مشتاقة تواقة
و رائحةُ البحر وقت الغروب فواحة
طيورُ النورس تسقي روحي
تلقي السلامَ على قلبي
وَ تطرحُ الحب
وَ تنادي أين أنت
مالي أراكِ مرتبكة
تشبهينَ اللعثمات
"أتخشينَ الحزنَ وَ صدرهُ موطنكِ
ٱرتجفت
تنفسَ الندىٰ
وَ انحنىٰ الهوىٰ
قبلني الورد .. غمرَ لهفتي
وَ قالَ" لآ بأس "
هوَ هنآ ..يلتقطُ الكلمات
وينسج من خصرها
اناشيد الفرح
هوَ هنآ ..يسرقُ نجمةً
ليزرعها في شعرك البني
أراهُ ...يجمعُ الياسمين لكِ
ِ لسيدةِ البحر "
لأجلِ عينيكِ هوَ هنآ
أخَّرَهُ عنكِ الليلُ وَ القمر
وَ هآ هوَ يأتيكِ ِ بكله
وَ همسَ"لم يبقى غيركما في المكان"
و عليكمآ الحبَ و عليكمآ السلام
عزف الناي
وما بوح الناي
إلا عنوان لقصة
الكثير منا
تراتيل وجع امتدت
من ارواح سكنها الألم
وباحت بها شفاه
عانقت قصبا
نثر من ثقوب
الناي اهاتا
حلقت في سماء
الوجع
لتسكن تفاصيلنا
الهلكى
فالناي حكاية حب
اقتلع من رحم
الجمال
وعذب بنار الآهات
فثارت اوجاعه
عندما أعلن الحديث
من شفاه ذلك
الضال حبا
ففي كل زفرة
من صدره الموجوع
على ثقوب الناي
تثور عاصفة آلم
تجعلنا نتاكل من
عمرنا كما لو اننا
وردة تتطاير أوراقها
في مهب الريح
حبيبتي والعيد
موسى الطريفي
وأقبل العيد ... وانت عني بعيد ..
ولكنك من قلبي قريب ...
تلمع في ذهني ...
أبحث عن طيفك يؤنسني ..
في ليلة العيد ...
أنظر حولي .. فيعلق نظري
على ثوبك الممدد فوق سريري
فيدفعني حنيني إليك .. إليه ...
واشعر بالفرح يعود إلي من جديد
فأرى طيفك يحظنني
والى صدره يظمني
وبعيناه يحاصرني ويراقصني
بعذوبة همسه .. يسحرني ...
وببحر عيناه اللوزيتين .. يغرقني ...
ليمسح عن قلبي .. حزني ...
وعلى وجنتاي .. يقبلني ...
فيذهلني .. ويسكرني ..
فيتغلغل في مسامات روحي ...
ويرفض .. ان يتركني ..
يرفض أن يغادرني ...
لأن طيفك نجمة
تنير لي سمائي
ولأنك أنت لي العيد ..
وانت كل حياتي ...
نكبة فلسطين ١٩٤٨/٥/١٥
احدى وسبعون عاما
عشت اصرخ أمتي
ومواكب الشهداء بالعشرات
احدى وسبعون عاما
والطغاة أمامنا
يترنحون على ربى الحانات
احدى وسبعون عاما
في الدروب قضيتها
أجري وراء الوهم والنكبات
يا ضيعة العمر الطويل وخيبتي
في أمة تختال بالنكسات
هذا تراب القدس يحمل جثتي
وتكفن الجسد النحيل صلاتي
هذا المدى قبري.. وتلك نهايتي
فالمجد بيتي.. والعلا شرفاتي
أنا صيحة الحق الجسور تفجرت
في ظلمة اليأس الطويل العاتي
أناصرخة الأمل الوليد تحجرت
في عين طفل زائغ النظرات
أنا فرحة بين الصغار وبسمة
تسري كضوء الصبح في الطرقات
أنا نظرة القدس الحزينة كلما
نزفت على يدها عيون فتاة
قل ما أردت عن البطولة والفدا
واكتب جميل الشعر والأبيات
لاشئ أغلى من دماء شهيدة
بالدم تكتب أروع الصفحات
والآن نرسم بالدماء طريقنا
هل بعد هذا الدم من كلمات
الآن أسمع صوت كل شهيدة
قد زينت بدمائها راياتي
الآن أرقب وجه كل شهيدة
رفعت جبين القدس في الساحات
قل ما أردت عن البطولة والفدا
وأصرخ أمام الناس بالدعوات
لا شئ غير الموت يحيي أرضنا
وشهادة عندي بألف صلاة
موسى الطريفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق